مصلحة الزوجين في الكذب الحلال
الأصل في الكذب أنه من الكبائر، وهو لا يجوز، لكن الشارع الحكيم سبحانه
وتعالى استثنى منه ثلاثة أحوال بالنص، الكذب في الحرب، والكذب للإصلاح بين
المتخاصمين سواءً كان فردين أو طائفتين أو دولتين، والكذب بين الزوجين؛ لما
في ذلك من المصلحة الظاهرة، وليس يترتب عليه ضررٌ على أحد، فالكذب بين
الزوجين في الأمور التي تخصهما، ولا يضر فيه الكذب بل فيه مصلحة كما ذكرت،
في إرضاء الزوجة وتطمينها، أو إرضاء الزوج وتطمينه، كأن يبالغ الرجل في
الثناء على زوجته، ومدحه لها، وإظهار إعجابه الشديد بها، وقد لا يكون كذلك،
من يبالغ أيضاً في مدحها في لباسها، في هيئتها، في طعامها، وقد يكون
الطعام أو اللباس غير مناسبين؛ لكنه يريد من يدخل السرور عليها، وأن يملأ
قلبها بالثقة بالنفس، وعدم الشعور بالنقص، وهذا فيه مصلحة ظاهرة، وهو لا
يضر الزوجة شيئاً، وفيه مصلحة كبيرة للمرأة، أيضاً هي تفعل مثلما يفعل، بل
تندب لمثل هذا، من تحرص على إدخال السرور على زوجها، وأن تشعره بأنه أكبر
رجلٍ في عينها، وأنه لا أحد مثله في خلقه، وحسن تعامله ومعاشرته، وشدة
محبتها له، وإعجابها به، ولو لم تكن صادقة، في كل ما ذكرت، هذا الأمر محمود
وفيه مصلحة، قد أحياناً يصيب المرأة نوع من الشك والريبة في زوجها، من جهة
أنه متزوج من غيرها، أو إذا تأخر بدأت الشكوك تلعب برأسها، فهنا يطمئنها،
لا بأس بأن يترك الشيء التي يثير ريبتها، ويذكر شيئاً آخر يطمئنها من أجل
تطمين قلبها، وإدخال السرور عليها، هذا لا بأس به، فهذا هو الكذب المباح
بين الزوجين .
0 Komentar untuk "هل الكذب حلال بين الزوجين?"